Read Arabic for beginners – Learn Arabic: 54 Free Online Arabic Courses قراءة اَلْعَرَبِيَّة
Read Arabic for beginners – Learn Arabic: 54 Free Online Arabic Courses قراءة اَلْعَرَبِيَّة
Read Arabic for beginners – Learn Arabic: 54 Free Online Arabic Courses قراءة اَلْعَرَبِيَّة
بِاللُّغَةِ يَتَواصَلُ الإنْسانُ مَعَ أَخيهِ الإنسانِ ، لا لِكَيْ يَتَحَدّثَ أَوْ يَسْمَعَ فَقَطْ ، بَلْ لِيَتَواصَلَ مَعَهُ في الأفْكارِ وَالآراءِ بِما يَعودُ عَلَيْهِما وَعَلى البَشَرِيَّةِ بالخَيْرِ والمَنْفَعَةِ .
وَحَتّى يَتَحَقَّقَ هذا التَّواصُلُ بَيْنَ النّاسِ شُعوبًا وَقَبائِلَ ، يَجِبُ أَنْ يَتَعَلَّمَ الإنْسانُ وَلَوْ لُغَةً واحِدَةً مِنْ لُغاتِ العالَمِ ؛ لِتَزْدادَ مَعرِفَتُهُ الَّتي سَتُفيدُهُ في مَجالاتِ الحياةِ كُلّها.
واللُّغَةُ العَرَبيَّةُ مِنْ أَهَمّ عَناصِرِ وَحْدَةِ الأمَّةِ العَرَبيَّةِ ، وَهِيَ الَّتي تَحْفَظُ أفْكارَنا وعاداتِنا وَتُراثَنا ؛ لِذا عَلَيْنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِها بِاعْتِزازٍ . وَتَعَلُّمُ لُغاتٍ أُخْرى يَأْتي في المَرْتَبَةِ الثّانِيَةِ بَعْدَ إِتْقانِ اللُّغَةِ الأُمّ.
فَيُمْكِنُنا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنَ اللُّغاتِ الأُخْرى قَدْرَ ما نَسْتَطيعُ ، وَلكِنْ مِنْ غَيْرِ أَنْ نَتَخَلّى عَنْ لُغَتِنا ؛ كَيْ نُحافِظَ عَلى مَكانَتِها بَيْنَ اللُّغاتِ.
إنَّ لِلْخَطّ الجَميلِ مَكانَةً مُهِمَّةً في المَدْرَسَةِ وَالحياةِ ؛ فَهُوَ أَداةٌ للتَّعبيرِ الكِتابي عَمّا يَدورُ في الذّهنِ مِنْ أفكارٍ ؛وَعمّا في النّفْسِ مِنْ مَشاعِرَ، وهُوَ وَسيلَةُ الاِتّصالِ الفِكْرِيّ بين الكاتِبِ والقارِئ. وَكَثيرٌ مِنَ الصُّعوباتِ والمُشْكِلاتِ وأَخْطاءِ العَمَلِ في الوَظائِفِ الرَّسْمِيَّةِ والشَّرِكاتِ والمُؤسَّساتِ ، قَدْ يكونُ مرَدّها رداءة الخط في ما يَكْتُبُهُ المُوَظَّفونَ في هذهِ الأَجْهِزَةِ ، مِنْ مُذَكرات ورسائلَ وتقريرات.
يا بُنَيَّ ، اطْلُبِ العِلْمَ فإِنَّهُ يُوَسّعُ الآفاقَ ، وَيُبْعِدُ عَنْكَ الجَهْلَ الّذي هُوَ آفَةُ الآفاتِ ، ولا تَتَكاسَلْ عَنْ أَداءِ واجِباتِكَ كَيْ لا تُصابَ بالتَّقاعُسِ والسَّآمَةِ والضَّجَرِ ، وَتَزَيَّنْ بالأَخْلاقِ الفاضِلَةِ ، وَاحْرِصْ عَلى الْتِزامِ الآدابِ في كلّ تَصَرُّفاتِكَ ، وَكُنْ نَشيطًا إذا أَرَدْتَ أَنْ تُحَقّقَ آمالَكَ وأحْلامَكَ .
أحبُّكَ يا وطني حبَّ الطّيورِ أعشاشَها ، والعطورِ أزهارَها . أحبُّك يا وطني حبَّ العصافيرِ للأشجارِ، وحبَّ النّسيم للحقولِ ، وحبَّ الأمواجِ للصُّخورِ . أحبُّكَ يا وطني حبَّ المياهِ جداولها ، وحبَّ الأغصانِ أفياءَها .
كيفَ لا أحبُّكَ ؟ كيفَ لا أعشَقُكَ ؟ في أحدِ بيوتِكَ وُلدْتُ ، وفي أحضانِ الأمّهات والأخواتِ من نسائِكَ ترَبَّيتُ ، وعلى أرضِكَ ترعرعْتُ . من نسيمِكَ العليلِ تنفّستُ ، من مائِكَ العذْبِ شَرِبْتُ ، ومن نباتِكَ وحيوانِكَ تغذَّيتُ . فضلُكَ سابغٌ عليَّ ؛ فقد منَحْتَني أبي وأعطيْتَني أمّي ، وشدّدتَ ساعدي بأخي . وأنستَ وحشتي بأُختي ، وحِفظتَ كرامتي بقومي . أنا نبضٌ منكَ يا وطني ، فمن ينسلخُ عن وطنِهِ فكأنّما سُلِخَ من جلدِهِ ، أو تعرّى من لونِهِ ، وفقد شخصيّتَهُ وخسِرَ حرّيَّتهُ . فما أعذبَ أن تضُمَّني إلى صدرِكَ ! وأن تحتضنني تِلالُكَ ! وما أقسى أن أكونَ شريدًا طريدًا في هذه الدّنيا ، لا وطنَ لي ولا هُويّةَ !
المغتربُ لا بدَّ عائدٌ إليكَ وإن تمادى الزّمنُ ، والمسافرُ يؤوبُ ولو في نهايةِ السّنينَ . الحنينُ إليكَ يقتلُ النّاسَ ، ويشدُّهُمْ إلى سهولِكَ وشواطئِكَ ، وهضابِكَ وتِلالكَ . فمن ترككَ مرغمٌ ، ولكنّهُ مربوطٌ إليكَ بأملِ اللّقاءِ وفرحةِ العَودة ِ.
يا وطني ! من أجلِكَ تُبذلُ الدّماءُ . من أجلكَ تُقَدَّمُ الضّحايا أرتالًا وأرتالًا . من أجلكَ يرخصُ الغالي ، ويهون العزيزُ . على مذبحكَ فاضتْ أرواحُ الشّهداءِ طاهرةً باسمةً ، فنامت في جنان الخلدِ آمنةً راضيةً .
عشت يا وطني عزيزًا مصونًا ، يملأكَ شُبّانُكَ ، ويرعاك اللهُ .
ذَهَبَ وَليدٌ وَرُفَقاؤُهُ الْكَشّافَةُ إلى البَرِّيَّةِ. تَوَقَّف الكَشّافَةُ في الوادي ، وَراحوا يَسْتَمِعونَ إلى تَعْليماتِ القائِدِ: انْصِبوا الْخِيامَ ، دُقّوا الأَوتادَ بالحِجارَةِ . وائِلُ اِجْمَعِ الْحَطَبَ في السّاحَةِ ، وِسامٌ عَلِّقِ العَلَمَ على الشّجَرَةِ.
ليالي وَزِّعي الشّاراتِ على الجَميعِ ، أَمّا أَنْتِ يا إيناسُ فَعَلَيْكِ تَرْتيبُ الحاجِيّاتِ في الخَيْمَةِ الكَبيرَةِ.
مَرِضَتْ أُخْتي سارَةُ ، فَدَعَتِ الوالِدَةُ لها طَبيبَةَ الأسْرَةِ ، حَياةَ . بَعْدَ لَحَظاتٍ قَصيرَةٍ ، وَصَلَتِ الطَّبيبةُ ، فَفَحَصَتِ الأخْتَ المَريضَةَ ، ثُمَّ وَصَفَتْ لَها علاجًا . تناولتْ أُخْتي العِلاجَ بانتظامٍ ، وفي الوقتِ المُحَدَّدِ . وَما إنْ مَرَّتْ ثَلاثَةُ أيّامٍ حَتّى شُفِيَتْ تَمامًا ، وَقامَتْ تَلْعَبُ مَعَ الصَّديقاتِ والرَّفيقاتِ .
البائعُ المُتَجَوّلُ لَبِقٌ ، والبِضاعَةُ المُنَوَّعَةُ الَّتي يبيعُها ذات جودةٍ عاليةٍ. النَّهارُ صيْفيُّ ، والشَّمسُ السّاطِعَةُ دافئةٌ . النَّسيمُ عَليلٌ . والرّطوبةُ منخفضةٌ. النّساءُ الفاضلاتُ تَحَلَّقْنَ حولَ هذا البائعِ . العاملونَ النُّشَطاءُ يراقبون ما يجري . والطّفلانِ الصَّغيرانِ في عالمٍ آخَرَ.
كان ياما كان في يوم من الايام كان هناك غزال جميل يتنزه بين الاشجار والغابات الواسعة، وبينما هو يستمتع بجمال الطبيعة سمع فجأة صوت صراخاً عالياً يستغيث ويطلب النجدة، اسرع الغزال ناحية الصوت فرأي ذئباً سقطت عليه شجرة وكان الذئب يعوي ويصرخ من شدة الالم ويستغيث بأحد ليساعده، نظر الغزال مفكراً قليلاً الي الذئب ثم همّ بالانصراف إلا ان الذئب استوقفه قائلاً : انقذني ارجوك ايها الغزال الطيب الشهم ولن انسي لك ابداً هذا المعروف، قال الغزال لنفسه : إن الذئب عدوي اللدود، وهو مكار ومفترس ولكنه يحتاج الي مساعدتي، فأنا لن اخذله وسوف انقذه من هذه الازمة، ثم تساءل الغزال : ولكن كيف يمكنني انقاذك ايها الذئب المسكين ؟
قال الذئب : الامر في غابة البساطة والسهولة، قم بوضع قرنيك تحت جذع الشجرة وساعدني في رفعها قليلاً عني وانا سوف اتسحب من تحت الشجرة لأصبح حراً طليقاً، استجمع الغزال الطيب قواه واخذ يحاول ان يرفع جذع الشجرة حتي تمكن من انقذ الذئب، وبمجرد أن اصبح الذئب طليقاً نظر الي الغزال نظرة غدر وبدلاً من ان يشكره علي انقاذ حياته قرر أن يهجم عليه ويلتهمه .
شعر الغزال بالخطر والغدر في عيون الذئب، فأطلق ساقيه للريح محاولاً الهرب بكل سرعته، إلا ان الذئب صاح فيه : قف مكانك ولا تتحرك خطوة اخري وإلا هجمت عليك ومزقتك بمخالبي القوية، قال له الغزال : عجباً، ماذا تريد مني الآن ؟ فقال الذئب في سخرية ضاحكاً : وهل هذا يحتاج الي سؤال ؟ اريد ان التهمك بالتأكيد !
نظر الغزال مستنكراً الي الذئب وقال : لا عجب من فعلتك هذه ايها الذئب المخادع المكار، فهذه طبيعتك، انت تقابل المعروف بالاساءة والخير بالشر، لقد انقذت حياتك وبدلاً من ان تشكرني تريد ان تفقدني حياتي، فقال له الذئب في تبجح : وهل يمكن أن يقابل المعروف إلا بالاساءة في زمننا هذا ؟ استنكر الغزال كلام الذئب وقال : انني اسمع هذا الكلام للمرة الاولي، ودار نقاش طويل بينهما واخيراً اتفقنا علي ان يحتكما الي طرف ثالث يحل لهما هذه المعضلة، وفي تلك الاثناء كان هناك طائر حكيم يستمع الي حديثهما ويري كل ما يحدث، فقرر التدخل قائلاً : ماذا بكما؟ ولماذا تختلفان وتتشاجران هكذا؟ لقد سمعت شجاركما من مسافة بعيدة .
شرحا له ما حدث حيث قال الذئب : إنني مقتنع ان المعروف لا يقابل الا بالاساءة في زمننا هذا، فهذا زمن الاقوياء والاذكياء ولا مكان للضعيف الطيب، بينما قال الغزال : وانا مقتنع ان الخير يجب الا يجازي ابداً بالشر، وان جزاء الاحسان هو الاحسان مهما تغيرت الازمان، فكر الطائر الحكيم قليلاً ثم قال لهما : انني لا افهم منكما شيئاً، اريد منكما أن تمثلا لي ما يحدث بشكل مفصل حتي افهم سبب الخلاف وهكذا استطيع أن احكم بينكما بالعدل .
فرقد الذئب من جديد في نفس المكان ودخل تحت جزع الشجرة، فدفعه الغزال بكل قوته وجعل الشجرة تبقي فوقه حتي لا يستطيع الحركة من جديد، وهنا صرخ الذئب بكل قوته يطلب النجدة من جديد، فضحك الطائر الحكيم والغزال، وبالطبع هذه المرة لم يهرع الغزال لنجدة الثعلب ولم يساعده، وهذا هو الجزاء العادل لكل من تسول له نفسه أن يقابل الحسني بالاساءة والخير بالشر .
في إحدى الغابات كان يعيش أسدا ظالما، كل يوم يقتل في الحيوانات البريئة دون ذنب ولا سبب، فما كان من الحيوانات إلا أن اتفقت وعزمت النية على الذهاب إلى ذلك الأسد بقلب رجل واحد ونهيه عن الظلم الذي يلحقه بهم جميعا، فأخبره ذلك الأسد أنه يفعل ذلك ليسد غرائزه في قتل فرائسه والفتك بها ثم أكلها، فقررت الحيوانات معا أن ترسل إليه كل يوم حيوانا واحدا بشرط أن تكف يد البطش عنهم، فوافق الأسد على مطلبهم إذ أنه سيستريح من ملاحقة فريسته وأنها ستأتي إليه بكل طوعها واختيارها ليأكلها ويهنأ بها.
ذكاء أرنب:
وبيوم من الأيام صار الدور على أرنب صغير ليرسلوه إلى الأسد، ولكن ذلك الأرنب كان خائفا ولكن لا رجعة في اتفاقهم مع الأسد، فمن أجل سلامة الباقين تلزم التضحية بالبعض، وأثناء طريق الأرنب إلى عرين الأسد لمح بئرا فنظر فيه فوجد في الماء انعكاس صورته، ففكر في حيلة تخلصه من الأسد وتخلص باقي الحيوانات منه أيضا.
حيلة:
وبمجرد وصوله إلى الأسد أخبره بأنه أرنب صغير وضعيف فإن أكله لن يشبع جوعه فلذلك أرسلت الحيوانات معه ثلاثة من الأرانب معه ولكنهم أثناء طريقهم إليهم هاجمهم أسد آخر فتمكن من أكل الثلاثة وأنه استطاع الإفلات منه بأعجوبة، وشرع الأرنب الذكي في مدح ذلك الأسد الذي ابتدعه من وحي خياله، وأنه هو من يجب أن يكون ملك الغابة وأخذ يقلل من قدر الأسد الظالم ويستفزه بالكلمات حتى أمره الأسد بأن يريه طريق الأسد الثاني، وبالفعل قام الأرنب بأخذ الأسد إلى البئر وجعل الأسد ينظر فيه فظن الأسد من انعكاس صورته بأنه ذلك الأسد الثاني فألقى بنفسه في البئر في محاولة منه ظنا بأنه يواجه الأسد الذي يهدد ملكه، ومات غريقا في مياه البئر، وبتلك الحيلة الذكية استطاع الأرنب أن ينقذ نفسه من موت محقق على يد الأسد الظالم، واستطاع أن يحرر كل حيوانات الغابة من بطشه.
بيوم من الأيام ألقت ساحرة شريرة تعويذة خطيرة على أمير فأصبح إثرها ضفدعا يعيش في بئر بقصر الملك، وبيوم من الأيام خرجت الأميرة من القصر إلى الحديقة لتلعب بكرة ذهبية أهداها إياها والدها بيوم مولدها، وجرت منها الكرة فوقعت في مياه البحر ولم تستطع الأميرة أن تمسك بها، فبدا على الأميرة الحزن والأسى وهنا خرج الضفدع من المياه وتكلم مع الأميرة ليسألها عن سبب حزنها، وبمجرد أن رأته ضفدعا ناطقا أصابها الذعر، فطمأنها وعرض عليها عرضا وقبلت به، وهو أن يجلب لها كرتها الذهبية العزيزة على قلبها مقابل أن يكون معها دوما في القصر، وبالفعل أحضر لها الكرة ولكنها لم تفي له بوعدها وتركته وذهبت.
قرار:
قرر الضفدع الذهاب مباشرة خلفها، وأخبر والدها بأنها أخلفت وعدها معه، فعاقبها والدها بأن ذلك الضفدع لن يأكل إلا من طبقها ولن ينام إلا في سريرها؛ وباليوم التالي حدثت المعجزة لقد تحول الضفدع إلى أمير وسيم كسابق عهده، فلما ذهلت الأميرة من الصدمة التي تعرضت لها أخبرها بتعويذة الشريرة وأنها اشترطت أن أنام ليلة كاملة في سرير أميرة حتى أعود أميرا من جديد؛ وطلب يدها للزواج وافقت الأميرة وعاشا في سعادة أبدية.
فى قديم الزمان كان هناك ملك يعيش مع زوجتة حياة هادئة و قد رزقهم الله عز و جل بطفلة آية فى الجمال شديدة البياض لدرجة ان اطلقوا عليها بياض الثلج و بينما كانت بياض الثلج فتاة صغيرة اصيبت والدتها الملكة بداء نادر توفيت على اثرة . و بعدها اراد والدها ان يتزوج بملكة اخرى حتى ياتى بأم بديلة لبياض الثلج فتزوج الملك بامرأة جميلة جدا لكنها كانت شريرة و مغرورة جدا و كان لهذة الملكة مرآة سحرية علقتها على جدران غرقتها و كانت كلما نظرت اليها سالتها من هى اجمل سيدة على وجه الارض فكانت المرآة تجيبا فى كل مرة انت اجملهن على الاطلاق لكننى اقسم ان بياض الثلج اكثر جمال و فتنة منك .
حينها كانت الملكة تشتعل غضبا و نظرا لحقدها و غرورها فكرت فى قتل بياض الثلج للتخلص منها فطلبت من الصياد ان ياخذها الى الغابة حتى يتخلص منها بعيدا عن المملكة . اخذها الصياد بالفعل فتوسلت له بياض الثلج ان يتركها و شأنها فرق قلب الصياد و استجاب لطلبها و ركضت فارة تجاة الغابة حتى وجدت كوخا صغيرا فدخلته ووجدت به سبعة اقزام روت لهم قصتها و عرضت عليهم ان تعيش معهم فى الخوج الصغير مقابل ان تنظف لهم الكوخ يوميا و تحضر لهم الطعام و قد فرح الاقزام كثيرا بهذا الاقتراح ووافقوا على الفور .
و بعدها عاد الصياد للمملكة و ظنت الملكة ان بياض الثلج قد ماتت فوقفت امام مرآتها السحرية و سالتها من جديد من هى اجمل نساء الكون فاجابت المراة ايتها الملكة انتى بارعة الجمال و لكننى يجب ان اقول الحقيقة بياض الثلج اجمل منك و هى اجمل النساء على الاطلاق و هى لا تزال حية تعيش فى كوخ صغير فى الغابة .
صعقت الملكة من جواب المرآة السحرية و اقسمت على الانتقام من بياض الثلج و هكذا ذهبت الملكة الى كوخ الاقزام السبعة و حاولت اكثر من مرة ان تقتلها و لكن فى كل مرة كان الاقزام يقومون بالدفاع عنها و انقاذها على الفور . و فى المرة الاخيرة تنكرت الملكة فى زى امرأة عجوز بائعة تفاح ووضعت لها تفاحة مسمومة و اقنعت بياض الثلج ان هذة التفاحة سوف تمنحها الخلود و السعادة و الحب .
و هكذا اكلت بياض الثلج التفاحة فسقطت فلة على الفور فاقدة الوعى و قد ظن الاقزام انها قد ماتت و حزنو عليها حزنا شديدا ووضعوها فى تابوت زجاجى كبير . و فى يوم من الايام جاء ابن احد الملوك وقد ضل طريقة فى الغابة حتى وجد الكوخ و عندما نظر الى التابوت ووجد بياض الثلج نائمة لم يستطع ان يرفع عينية عن تلك الجميلة الموجودة بداخلة و طلب من الافزام السبعة ان يعطوة التابوت فحملوة له الا انهم اثناء حمله تعثروا بجذع شجرة فاهتز التابوت وخرجت قطعة التفاح من فم فلة وقتحت فلة عينيها ورفعت غطاء التابوت وصاحت أين أنا؟ اندهاش الجميع عندما علم ان بياض الثلج لا تزال على قيد الحياة و فرح الاقزام كثيرا و احب الامير بياض الثلج و طلب يدها من والدها الملك و تزوجها و عاشا بسعادة و هناء .
كان ياما كان في قديم الزمان كان هناك ملك وملكة يعيشان معاً في سعادة وهناء في قصر فخم جميل، وقد رزقهما الله عز وجل لطفلة جميلة جداً جمالها فاتن وجذاب لأقصي درجة، فقرر الملك اقامة حفلة فخمة للاحتفال بولادة طفلته الجميلة ودعا الي الحفلة كل سكان المملكة وكان من بينهم الجنيات السبع، وكل جنية قدمت امنية جميلة حيث تمنت الجنية الاولي ان تصبح هذه الاميرة عندما تكبر افضل جنية في العالم، بينما تمنت الجنية الثانية أن تمتلك الاميرة عقل ملاك طيب ورقيق، وتمنت الجنية الثالثة ان تكون الاميرة رشيقة جذابة طوال حياتها، وتمنت الجنية الرابعة أن تمتلك الاميرة صوتاً جميلاً تغني به اجمل الاغاني، وتمنت الجنية الخامسة ان تكون الاميرة ماهرة في العزف علي الالات الموسيقية وتصدر احلي واجمل الالحان .
وقبل أن تبدأ الجنية السادسة بالتمني فجأة دخلت الجنية العجوز الشريرة الي القاعة علي الرغم من ان الملك لم يدعوها الي الحفل من الاساس، ولشدة غضبها من عدم دعوته قررت ان تنتقم من الملك والملكة، فتنبأت بموت الاميرة عندما تتم السادسة عشر من عمرها بسبب وخزة في اصبعها من الة الغزل، ثم اختفت الجنية العجوز وتركت القصر بعد ان انقلب حال الجميع الي الحزن والبكاء علي مستقبل هذه الاميرة المسكينة .
تدخلت جنية طيبة واخبرت الملك والملكة أن الاميرة لن تموت وانها ستقوم بتغيير التعويذة وستجعلها تنام فقط لمدة 100 عام عندما يبلغ عمرها ستة عشر عاماً، بدأ الملك بجمع كل الات الغزل الموجوة في المملكة وأمر بحرقها حتي يطمأن قلبه علي مستقبل ابنته وقد نشأت الاميرة الجميلة في سعادة وهناء، كانت جميلة طيبة رقيقة وعندما بلغت من العمر 16 عاماً بينما كانت تلهو مع كلبها الصغير في حديقة القصر سمعت صوتاً في اعلي البرج، اتجهت الاميرة نحو الصوت فوجدت عجوز جالسة مع آلة غريبة لم تراها من قبل، سألت العجوز عن هذه الآلة فأخبرتها انها آلة غزل، وقالت للاميرة هل تريدين تجربتها بنفسك ؟ امسكتها الاميرة علي الفور دون تردد ولكن وخزتها ابرة الالة فسقطت علي الارض وكانت هذه العجوز هي الجنية الشريرة التي سحرت الاميرة في الحفل .
حزن الجميع علي الاميرة، ولكن الجنية الطيبة توصلت الي فكرة ذكية، حيث قررت ان تجعل كل من في القصر ينام مع الاميرة لمدة 100 عام حتي لا تفزع الاميرة عندما تستيقظ من نومها وتجد نفسها بمفردها دون والدها ووالدتها واحبائها واصدقائها، وكان الشخص الذي سيوقظ الاميرة هو الامير الوسيم الذي سيقع في حبها من النظرة الاولي وينقذها من نومها .
بعد أن نام كل من في القصر اصبح القصر مخيف ومهجور لا يقترب منه احد وبعد مرور 100 عام مر امير وسيم بجانب القصر ولفت نظره شكله الغريب والمخيف فسأل عن حكايته وعن سبب تركه مهجوراً هكذا، فأخبره عجوز حكيم أن هذا القصر يسكنه تنين عملاق ولا يجرؤ اي احد علي دخوله، فقرر الامير الشجاع دخول القصر وتواجه بالفعل مع التنين الضخم وتعارك معه حتي تمكن من قتله، وكان هذا التنين هو الجنية الشريرة متخفية في هذا الشكل حتي تمنع انقاذ الاميرة .. سار الامير الوسيم في القصر ووقعت عيناه علي الاميرة النائمة فأعجب بجمالها وقبلها من جفونها فاستيقظت الاميرة علي الفور واستيقظ معها جميع من في القصر .. تزوج الامير الوسيم من الاميرة الجميلة وعاشاً معاً حياة سعيدة الي الابد .
كان قديما يعيش رجل غني جداً مع ابنته الوحيدة التي توفيت والدتها منذ ولادتها لها، وكانت تسمى سندريلا، وكان والدها يرعاها حق الرعاية ويوفر لها كل ما تحتاجه من طعام وملبس وألعاب، وكان طيب جداً معها فكان يلعب معها حتى تنام بين ذراعيه ويؤكلها بنفسه ويخرج معها لتشم الهواء الطلق، ورغم ذلك كان ذلك الرجل كلما نظر لابنته سندريلا شعر بالحزن على فقدهما لوالدتها.
قرار الزواج لأجل سندريلا:
ورغم كان كل شيء متاح لسندريلا من والدها الحنون إلا أنه أيقن عدم مقدرته على تعويضها حنان أمها وهي زوجته التي فارقت الحياة مبكراً، فقرر الزواج بعد حيرة كبيرة جداً وتفكير عميق في ذلك الرأي، وكان هذا الزواج ليس من أجله بل من أجل ابنته الوحيدة سندريلا، وبعد بحث دام طويلاً وجد امرأة من عائلة كبيرة قد توفي زوجها وترك لها ابنتين يتقارب عمرهما مع عمر ابنة ذلك الرجل سندريلا، فأقبل على الزواج منها بالفعل وتزوج منها، وكانت تلك المرأة حنينة في أول أيامها مع سندريلا.
حياة سندريلا الجديدة:
ولكن سريعاً ما تغير حال تلك المرأة مع سندريلا؛ فعاملتها بقسوة شديدة وكانت تغار من جمال سندريلا الشديد، فعاشت سندريلا كالخادمات في منزل أبيها، وكان من طيب قلب سندريلا تصاحب كل شيء؛ فكانت تصاحب الفئران في المنزل وتكلمهم وتغني معهم على رغم الحياة المريرة التي كانت تعيشها بسبب زوجة أبيها الشريرة التي تغار منها.
دعوة الملك وظلم سندريلا:
وفي هذه الأيام قرر الملك إقامة حفل كبير تحضره جميع فتيات المملكة لكي يتم اختيار واحدة من بينهن لتكون زوجة ابنه الأمير، فتسلمت سندريلا الدعوة مثلها مثل باقي فتيات المملكة فذهبت بها إلى زوجة والدها لتقرأها لها وأخبرتها بأن هذه دعوة من الملك لحفل كبير سوف يحضر هذا الحفل كل الفتيات داخل المملكة، ولكن تلك المرأة اشترطت على سندريلا لكي تحضر ذلك الحفل يجب عليها إنجاز أعمال قد كلفتها لها تلك المرأة وأن يكون لديها فستان محترم، فجلست سندريلا تنجز تلك الأعمال فهي كثيرة جداً أن تنتهي منها في يوم واحد، ولكن بالأخير أنجزت تلك الأعمال ولكن الوقت قد تأخر فهي لم تتمكن من إنجاز وتحضير الفستان لذلك الحفل، ولكن أصحابها من الفئران والعصافير قد حضروا لها فستاناً جميلا جدا، وعندما ارتدته سندريلا تم تمزيقه على يد ابنتي تلك المرأة الشريرة.
تعويذة الساحرة لسندريلا:
هنا ذهبت سندريلا للحديقة حزينة فإذا بساحرة تظهر لها وتعد لها فستاناً جميلا جداً وعربة وحارس لها لكي تذهب للحفل مسرعة، ولكنها حذرتها من التأخر فهذه التعويذة آخرها منتصف الليل وسوف تبطل نفسها، وذهبت سندريلا للحفل وعند دخولها للحفل لفتت انتباه الأمير ابن الملك والملك نفسه، فاتجه الأمير مسرعا نحو سندريلا ليطلب الرقص معها، وبعد جولة الرقص هذه خرجت سندريلا والأمير معاً خارج الحفل في الحديقة ونسيت سندريلا حياتها البائسة ولكنها نسيت تحذير الساحرة لها على أنها يجب أن تعود قبل منتصف الليل، وعند ابتداء انتهاء مفعول التعويذة تذكرت سندريلا وقامت مسرعة بالرحيل قبل أن تخبر الأمير اسمها.
الحذاء ينقذ سندريلا:
عندما همت سندريلا مسرعة بالرحيل أفلت منها الحذاء ليقع في أيدي مستشار الملك ليقرر البحث عن الفتاة التي يكون على مقاسها الحذاء، فيبحث في المملكة حتى يأتي الدور على ابنتي تلك المرأة الشريرة ولكن لم يكن على مقاسهما، فعند خروج المستشار تنادي عليه سندريلا وتقول له يجب علي أن أجرب هذا الحذاء، ولكن زوجة أبيها رفضت، ولكن المستشار أصر لأن هذا قرار الملك وإذا به يتقدم فتعرقله لينكسر الحذاء الزجاجي، ولكن سندريلا كانت تحتفظ بالفردة الثانية للحذاء وهنا تزوجت سندريلا من الأمير في فرحة ملأت المملكة كلها، وتعيش حياة مليئة بالفرح والسرور.
نهاية السباق والفوز الساحق على الأرنب
بإحدى الغابات الجميلة كان هناك أحد الأرانب، ولكنه كان مختلفا كليا عن بقية فصيلته، فقد كان كل ما يفعله ذلك الأرنب هو الركض سريعا والقفز بين كل الحيوانات متفاخرا بمدى سرعته والتي ينفرد بها لوحده.
كان ذلك الأرنب المغرور المتفاخر بسرعته كلما وجد مجموعة من الحيوانات أسرع تجاههم وردد جملته والتي اشتهر بها: “أنا أسرع حيوان بكل الغابة، هل يريد أحدكم أن يتسابق معي ويثبت عكس ذلك؟!”
كرهت كل حيوانات الغابة طريقة حديثه معهم وطريقة استعراضه وتفاخره بسرعته، لقد كان للأرنب قدمين هائلتين الحجم وتمكنانه من العدو سريعا، وعلى الرغم من رغبة الحيوانات جميعا بتلقينه درسا قاسيا رغبة في توقفه عن تفاخره إلا أن جميع الحيوانات فشلت في التغلب عليه بالسباقات.
وبكل انتصار يحققه على حيوان يزداد تفاخره وغروره، لدرجة أنه أصبح أينما حل بأي مكان بالغابة يقول: “إنني الأسرع على الإطلاق، ولم يتمكن ولن يتمكن أي حيوان من الفوز علي”.
وبيوم من الأيام سمعت السلحفاة الحكيمة بالقصة الدائرة بكل أنحاء الغابة، لقد سمعت عن رغبة كل الحيوانات بتلقين الأرنب المغرور المتفاخر والمستعرض لقدراته على العدي سريعا وطريقة حديثه مع الحيوانات المثيرة للاشمئزاز لهم، فأرادت أن تلقنه الدرس عوضا عن سائر حيوانات الغابة بحكمتها التي تمتاز بها.
وعلى الرغم من بطء السلحفاة الشديد، فقد كانت تستغرق في السير على قدميها الأربعة القصيرة للوصول لمسافة ما بيوم كامل، نفس المسافة هذه بإمكان الأرنب قطعها في دقيقة واحدة، إلا أن السلحفاة ذهبت لحيوانات الغابة وطمأنتهم وأخبرتهم بأنها على استعداد لتلقينه درسا قاسيا.
لقد منعها حيوانات الغابة وأعلموها بأن أسرع حيوان منهم قام بمنافسته ولم يستطع التغلب عليه، وأن السلحفاة تسير ببطء شديد فلن تتمكن من التغلب عليه نهائيا مهما فعلت.
أخبرتهم السلحفاة الحكيمة قائلة: “لو أن الأرنب مغرور ومتفاخر ومتعالٍ بنفسه مثلما تقولون فسأتمكن من التغلب عليه وتلقينه درسا لن ينساه طوال حياته أبدا”.
سألوها عن سر ثقتها بنفسها وأنها بإمكانها فعل ما عجزوا عن فعله جميعهم، فأخبرتهم قائلة: “أنسيتم أنني أتميز بالحكمة، إنني لست بسلحفاة بطيئة وكبيرة بالسن فحسب، ولكنني أيضا أمتلك الكثير من الحكمة التي تمكنني من فعل ذلك، دعوا الأمر لي ولا تفكروا في شيء”.
فذهبت السلحفاة للأرنب والذي كان جالسا أسفل شجرة يأكل بعض الجزر، فأخبرته السلحفاة قائلة: “لقد سمعت أنك تريد من يتحداك في سباق للجري، وأنا قبلت تحديك أيها الأرنب”.
لم يتمالك الأرنب نفسه من كثرة الضحك، وكلما حاول أن يتحدث للسلحفاة عاود للضحك مجددا، شعرت السلحفاة بالأسى والأسف ولكنها كانت واثقة من القرار الذي اتخذته، وبالكاد جعلت الأرنب يحدد موعد بدء السباق، والذي كان باليوم التالي في الصباح الباكر.
كانت السلحفاة أول الحاضرين، وبعد وهلة من الوقت جاء الأرنب يحمل بيده جزرة، أعلن حيوان الخلد عن بدء المسابقة في الحال، أسرع الأرنب بأقصى ما لديه من سرعة، وقد كانت المسافة من بداية الغابة وحتى نهايتها، وانطلقت السلحفاة بأقصى ما لديها، ولكن الأرنب كاد أن يصل لخط النهاية فالتفت خلفه ولكنه لم يجد أثرا للسلحفاة من الأساس، فقرر أن يتناول فطوره، فأخرج الجزرة وشرع في تناولها، ونظر مجددا ليتقفى أثر السلحفاة ولكنه لم يرى من ذلك شيء.
شعر بالنعاس الشديد، لذلك غط في نوم عميق، والسلحفاة تسير بخطى ثابتة وثقة في نفسها، لقد ظن جميع الحيوانات استحالة فوزها بالمسابقة وتلقين الأرنب درسا قاسيا كما تمنت وتمنى ذلك الجميع، وبعد كثير من الوقت كانت السلحفاة تسير بجوار الأرنب المغرور النائم في سبات عميق، لقد تجاوزته وواصلت سيرها بالرغم من كل التعب الذي كانت تشعر به.
وعندما استيقظ الأرنب من نومه نظر للوراء ولم يجد للسلحفاة أثرا، فأخذ يسير ببطء شديد وتفاخر، وعندما وصل لخط النهاية كانت المفاجأة القاتلة بالنسبة له، لقد وجد السلحفاة وقد تفوقت عليه.
شعر بحزن شديد وتساقطت الدموع من عينيه، لقد شعر بالندم فاقتربت السلحفاة منه وقالت له: “أيها الأرنب إنني لم أتغلب عليك لأنني أسرع منك، إن أهم شيء بالحياة أن تفعل ما تفعله بثبات وثقة بالنفس، ولكن التفاخر والكبر لا يكسب سوى الحماقة وبغض الآخرين”.
علم الأرنب مدى سوء أفعاله مع بقية الحيوانات، وتعلم الدرس من السلحفاة الحكيمة، ولم يعد يتفاخر بسرعته بعد الآن.
جَلَسَ الصَّيَّادُ صالِح في مَنْزِلِهِ حَزينًا مُكْتَئِبًا، فَالْعاصِفَةُ الَّتي ضَرَبَتِ الْمَنْطِقَةَ في الأَيَّام السَّابِقَة حَطَّمَتْ قارِبَ الصَّيْدِ الصَّغيرَ الَّذي يَمْتَلِكُهُ، وَلَيْسَ بِإِمْكانِهِ تَعْويضُ خَسارَتِهِ بِشِراءِ قارِبِ صَيْدٍ جَديدٍ. وَازْدادَ حُزْنُهُ وَتَفْكيرُهُ بِالْمَصيرِ الْبائِسِ الَّذي سَيَصِلُ إِلَيْهِ حالُهُ وَحالُ أُسْرَتِهِ.
بَيْنَما كانَ الصَّيَّادُ صالِح يُفَكِّرُ وَيَتَأَمَّلُ، تَناوَلَتْ زَوْجَتُهُ إِبْريقَ الْماءِ الزُّجاجيَّ عَنِ الطَّاوِلَةِ، لكِنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْها، وَانْشَطَرَ إِلى نِصْفَيْنِ وَتَناثَرَتْ بَعْضُ الشَّظايا الصَّغيرَةِ هُنا وَهُناكَ. رَفَعَتِ زَوْجَةُ الصَّيَّاد صالِح شَطْرَيَ الإِبْريقِ إِلَى الطَّاوِلَةِ مِنْ جَديدٍ وَنَظَّفَتِ الأَرْضَ مِنْ بَقايا الزُّجاجِ. كانَ الصَّيَّادُ صالِح يَرْقَبُ زَوْجَتَهُ وَكَأَنَّهُ يَسْلِي نَفْسَهُ بِما حَدَثَ مَعَها، مُبْتَعِدًا عَنِ التَّفْكيرِ بِالْمصيبَةِ الَّتي أَلَمَّت بِهِ في تحْصيل رِزْقِهِ الْمُعْتَمَدِ عَلى صَيْدِ السَّمَكِ وَبَيْعِهِ في سوقِ الْمَدينَةِ الْبَحْرِيَّةِ الصَّغيرَةِ.
ذَهَبَتْ زَوْجَةُ الصَّيَّادِ إِلى الْمَطْبَخِ وَعادَتْ بِعُلْبَةِ الْغِراءِ وَدَهَنَتِ الشِّطْرَيْن مِنَ الإِبْريقِ الْمَكْسورِ، وَأَعادَتْ لَصْقَ كُلِّ مِنْهُما بِالآخَر، وَقالَتْ لَمْ يَعُدْ الإِبْريقُ صالِحًا لِحِفْظِ الْماءِ، لكِنَّهُ عَلى أَيِّ حالٍ، سَيَكونُ إِناءً صالِحًا للزِّينَةِ أَوْ مَزْهَرِيَّةً لِلْوَرْدِ! سَأَطْلَبُ مِنْ ابْنَتِنا أَنْ تُلَوّنَهُ وَتزيّنَهُ.
هَبَّ الصَّيَّادُ صالِح مِنْ مَكانِهِ وَصاحَ مُبْتَهِجًا: وَجَدْتُها!…… وَجَدْتُها….. شُكْرًا لَكِ يا زَوْجَتي الْعَزيزَة!… شُكْرًا لَكِ!
نَظَرَتْ إِلَيْهِ زَوْجُهُ بِدَهْشَةٍ وَتساءلتْ في نَفْسَها: ما الَّتي وَجَدَها يا تُرى؟
انطلق الصَّيَّادُ صالِح إِلى الشَّاطئِ وَسَحَبَ بَقايا قارِبِهِ لْمُحَطَّمِ إِلى الْمَنْزِلِ، ثُمَّ اسْتَعارَ أَدَواتِ النِّجارَةِ مِنْ جارِهِ، وَشَمَّرَ عَنْ ساعِدَيْهِ وَابْتَدَأَ الْعَملَ وَهُوَ يَقولُ: ؤلَمْ تَعُدْ تَصْلُحُ يا قارِبي لِصَيْدِ السِّمَكِ لكِنَّكَ تَصْلُحُ الانَ للزِّينَةِ أَوِ اللَّعِبِ!….. وَابْتَدَأَ يَنْجُرُ الأَخشابَ وَيْحفِرُها وَيَجَّوِّفُها وَيُحَوِّلُها إِلى قَوارِبَ صَغيرَةٍ، ثُمَّ طَلَبَ مِنْ ابْنَتِهِ أَنْ تَلوِّنَها وَتُزَيِّنَها. وَعِنْدَما أَصْبَحَ لدَيْهِ مَجْموعَةٌ جَميلَةٌ، حَمَلَها إِلى الشِّاطِئِ وَأَطْلَقَها إِلى الْماءِ.
أُعْجِبَ النَّاسُ بِالْقَوارِبِ الصَّغيرَةِ، وَطَلَبوا شِراءَها لأَطْفالِهِم، وَطَلَبَها بَعْضُ السُّيَّاحِ لِيَحْتَفِظوا بِها كَتِذْكاراتٍ مِنَ الْمَدينَةِ الْبَحْرِيَّةِ الصَّغيرَةِ.
وَهكَذا ابْتَدَأَتْ رِحْلَةُ الصَّيَّادِ صالِح مِنْ جَديدٍ لِكَسْبِ الرِّزْقِ.
كانت الدّارُ تَتّسع لها على كِبَر قلبها…نتجمّعُ حولَها نحن الثّمانية…تجلس على كنبة دافئة وقربها مدفأةٌ حطبيّة تلتهم قِطعَ الحطب بِنَهَمٍ. كانت قطعُ الحطبِ الّتي تنتظر دورَها قرب المدفأة تصغي إلى أحاديث جدّتي الدّافئةِ.
كانت هذه اللّيالي تُؤْنِسُنا جدًّا خاصّةً في ليالي الشّتاء الباردة وعندما تشتدُّ العواصفُ، ويشتدُّ انهمارُ المطر في الخارج ,وينقطع التّيّارُ الكهربائيُّ ,تشعلُ جدّتي قنديلَها الكازيّ وتدعونا إلى اجتماعٍ دافئ قُرْبَ المدفأة, بعد أن تضعَ حبّاتِ الكستناء على سطح المدفأة ,تسند ظهرَها إلى مسند ونستند نحن جميعُنا عليها ,وتبدأ في سَرْد حكاياتٍ تطولُ وتطولُ ,ودائمًا ينتصر فيها المظلومُ على الظّالم ,والحقُّ على الباطل ,وتختمها بحكمة من وَحْي ما حَكَتْ. ولعلَّ حكمتَها الشّهيرَةَ الّتي تقول :’’إذا رفعتَ صوْتَك هذا لا يعني أنّك على حقّ ,فالحقُّ صوتُه أعلى من كلّ الاصوات‘‘ .
هذه الحكمةُ ما زالت هي الميزان الّذي أضعُ عليه العديدَ من المواقفِ الّتي تواجهني يومًا بعدَ يوم فيحكم بِعَدْلِهِ الصّادق والهادئ.
قِطَعُ الحطب تفرقعُ في قلب النّار، تنضجُ حَبّاتُ الكستناء…توزّعها علينا الجدّة حبّةً حبّةً. وتأخذُ هي أخيرًا نصيبَها منها…نلتفّ حولَها واحدًا واحدًا…يُغالبنا النُّعاسُ ولا نقدر أن نترك أُنْسَ جلساتها الممتعة…فتدّعي هي النّعاس…وتُغلق ذاكرةَ حكاياتها الدّافئة وتُخفّض ضوءَ المصباح وتَمضي إلى سريرها بعد أن يمضيَ كُلُّ واحدٍ منّا.
اليوم لم يَعُدِ الشّتاءُ ممتعًا…وصارت لياليه متعِبَةً جدًّا…مُمِلّة…كَسولة، وأمطارها قليلة، وثُلوجُه ضعيفة…تذوب مع أوّل نسمة هواء ولَفْحَةِ حرارة.
جدّتي صارت في عالمٍ آخر…وتركتْ لنا في زوايا غرفتها دفترَ حكاياتها الّذي تعلوه حكمةٌ شهيرة: ’صوتُ الحقّ أعلى من كلّ الاصوات‘‘
أفضل ما سمعتُ في بابِ المروءَةِ والإحسانِ ,أنَّ امرأَةً بائِسةً وقَفَتْ ليلةَ عيد من الأعياد بحانوت تماثيلَ في باريس ,يَطْرُقُهُ النّاسُ في تلكَ اللّيلة لابتياع اللُّعَب لأَطفالهم الصّغارِ, فوقعَ نظرُها على تمثالٍ صغيرٍ من المَرْمَر ,هو آيةُ الآيات في حُسْنِهِ وجمالِهِ. فابْتهجَتْ بمرآهُ ابْتِهاجًا عظيمًا ,لا لأنَّها غريرةٌ بلهاءُ يَسْتَفزُّها من تلكَ المناظرِ الصّبْيانِيَّةِ ما يَسْتَفزُّ الأَطفالَ الصّغارَ, بل لأنَّها كانَتْ تنظرُ إليهِ بعينِ ولدِها الصّغيرِ الذي تركتْهُ في منزِلِها ينتظرُ عَوْدَتَها إليهِ بلُعْبَةِ العيدِ كما وَعَدَتْهُ. فأخذَتْ تساومُ صاحبَ الحانوت فيهِ ساعة ,والرجلُ يُغالي بهِ مُغالاةً شديدةً ,حتّى علِمَتْ أن يدَها لا تستطيعُ الوصولَ إِلى ثَمنِهِ, وأنَّها لا تستطيعُ العودةَ بدونه. فَساقَتْها الضّرورةُ الّتي لا يُقَدِّرُ قَدْرها إلَّا من حَملَ بين جَنْبَيْهِ قَلبًا كقلب الأُمِّ, إلى أَنْ تَمُدَّ يدَها خِفْيةَ إلى التمثالِ ,فتسرقَهُ مِنْ حيثُ تظُنُّ أن الرجلَ لا يَرَاها, ولا يشعرُ بِمكانِها .ثم رجَعتْ أَدْرَاجَها ,وقلبُها يَخْفِقُ في آن واحدٍ خفقتَيْنِ مختلفتَيْنِ, خفقةَ الخوفِ من عاقبةِ فِعْلَتِها, وخفقةَ السُّرورِ بالهديَّة الجميلةِ التي ستُقَدِّمُها بعدَ لحظاتٍ قليلةٍ إلى وَلَدِها.
وكانَ صاحبُ الحانوتِ من اليَقَظَةِ وحِدَّةِ النَّظرِ بحيثُ لا تَفوتُهُ مَعْرِفَةُ ما يدورُ حَوْلَ حانوتِهِ، فما بَرِحَتِ المرأةُ مكانَها حتَّى تَبِعَها يترسَّمُ مواقعَ أَقْدامها، حتَّى عَرفَ منزلَها، ثمّ تركها وشأْنَها وذهبَ إلى الشُّرْطَة، فجاءَ بجنديَّيْن للقبضِ عليها، وصعِدُوا جميعًا إلى الغرفةِ الّتي تسكُنُها، فَفاجأُوها وهي جالسةٌ بين يَديْ ولدِها، تنظرُ إلى فرحِهِ وابْتِهاجِهِ بتمثالِهِ نظرات الغبْطَة والسُّرورِ. فَهجمَ الجنديّانِ على الأمِّ فاعْتَقَلاها. وهجمَ الرّجُلُ على الولدِ فانْتَزَعَ التّمثالَ من يدِهِ، فصرخَ الولدُ صرخَةً عُظْمَى، لا على التّمثالِ الذي انْتُزِعَ مِنْهُ، بَلْ على أُمِّهِ المرتعِدَةِ بينَ يَدَيِ الجُنْدِيَّيْنِ. وكانَتْ كلمة نطقَ بها وهُو جاثٍ بين يدي الرَّجُلِ: رُحماكَ بِأُمِّي يا مولايَ.
وظلَّ الولدُ يبكي بكاءً شديدًا. فَجَمَدَ الرَّجُلُ أمامَ هذا المنظرِ المؤَثِّرِ، وأطرقَ إِطْراقًا طويلًا. وإِنَّه لكَذلِكَ إِذْ دَقَّتْ أَجْراسُ الكَنائِسِ مُؤْذِنَةً بإشراقِ فجرِ العيدِ. فانْتَفَضَ انتفاضةً شديدة وصعب عليهِ أنْ يتركَ هذِهِ الأُسْرَةَ الصّغيرةَ المسكينةَ حزينةً منكوبةً في اليومِ الّذي يفرحُ فيهِ الناسُ جميعا فالتفت إلى الجنديَّيْنِ وقالَ لهما: ’’أظنُّ أنّي أخطَأْتُ في اتِّهامِ هذهِ المرأةِ فإِنّي لا أبيعُ هذا النوعَ من التماثيلِ. فانْصَرَفا لشَأْنِهِما. والتفتَ هو إلى الولد فاستغفره ذَنْبَهُ إليهِ وإلى أُمِّهِ. ثُمَّ مشَى إلى الأُمِّ فاعتذرَ إليها عن خُشونَتِهِ وشدته فشكرت له فَضْلَهُ ومُروءتِهِ، وجَبينُها يَرْفَضُّ عرَقًا حياءً من فِعْلَتِها. ولَمْ يُفارِقْهُما حتى أَسْدَى إلَيْهِما من النِّعم ما جَعَلَ عيدَهُما أَسْعَدَ وأَهْنَأَ مِمَّا كانَا يَظُنّانِ.
قاطفةُ الأزهارِ
خرجَتْ هِنْدُ مَساءَ يَوْمٍ إلى اُلنُّزْهَةِ في حَديقَةِ اُلمَنْزِلٍ. وَفيما هِيَ تَتَمَتَّعُ بِمُشاهَدَةِ الأزهارِ الْجَميلَةِ، وَزَقْزَقةِ الأطيارِ المُغَرّدةِ، وَقَعَ بَصَرُها على بَنَفْسَجَةٍ باسِمَةِ الثّغرِ، حانِيَةِ الرَّأسِ في ظِلِّ عليقه.
أَعْجَبَتْها البَنَفْسَجَةُ، فَمَدَّتْ إِلَيْها يَدَها تَبْغي قطفها. وَلكِنَّ الْعُلّيقَةَ اُلَّتي أَحَبَّتْ جارَتَها اُلْعَطِرَةَ حُبًّا أَخَوِيًّا. وَلَمْ تَشَأْ أَنْ تَتْرُكَ اُلْبِنْتَ تِنْتَزِعُ الْبَنَفْسَجَةَ دونَ أَنْ تُدافِعَ عَنْها.
وَكَأَنَّ الْبَنَفْسَجَةَ نَفْسَها خَشِيَتْ سوءَ اُلْمَصيرِ، فَاُحْتَمَت مِنْها بِالْعُلّيقَةِ، وَهذِهِ بِدَوْرِها أَبْرَزَت أشواكَها اُلْحادَّةَ، لِتَمنَعَ اُلْبِنْتَ مِنَ اُلْوُصولِ إِلَيْها.
لَمْ تَكْتَرِثْ هِنْدُ في بادِئِ اُلأَمْرِ، فَأَرْسَلَتْ يَدَها نَحْوَ اُلزَّهْرَةِ، فَوَخَزَتْها أَشْواكُ الْعُلّيقَةِ، وَعِنْدَها سَحَبَتْ يَدَها وَرَجَعَتْ خائِبَةً.
تَعَلَّمَتِ الْبِنْتُ كَيْفَ يَجِبُ عَلى كُلٍّ مِنّا أَنْ يُحافِظَ عَلى جارِهِ وَيُدافِعَ عَنْهُ، كَما دافَعَتِ الْعُلّيقَةُ عَنْ جارَتِها.
أطعمة من البحر
قوارِبُ صَيْدِ السَّمَكِ تُبحِرُ كلَّ صباح في مُخْتلفِ بِقاع العالم منذُ آلافِ السنينَ. والنّاسُ يستخدمونَ القوارِبَ الصغيرَة لإلقاءِ شِباكِهِمْ وَحِبالِهمْ في عَرْض البَحْر . لكنَّ لِمُعظم الدُّوَل المتَطَوَّرةِ الآن أساطيلَ من السُّفُنِ الضَّخمَةِ، المُزوَّدَةِ بالأجْهزةِ الالكترونيّةِ التي توضِّحُ مواقِعَ السَّمَكِ، والماكيناتِ التي ترفعُ الصيدَ إلى ظهرِ السفينةِ. تصطادُ هذهِ السفُنُ وغيرُها ملايينَ الأطنان منَ السَّمَكِ كُلَّ عام .
يستمتعُ معظمُ الناس بأكْل الأطعمةِ التي تأتي منَ البحرِ: ليسَ بالسَّمَكِ وَحْدَهُ وإنَّما بالْمَحار* والسَّرطان وجَرادِ البَحْرِ والْقُرَيْدِسِ (الرُّبيان ) والأُخطبوطِ وغيرها.
يتِّمُّ صَيْدُ جَرادِ البَحْرِ بواسِطةِ مَصائِدَ. يوضَعُ جُزْءٌ منْ سَمَكَةٍ داخلَ المِصْيدةِ، ثُمَّ تُلقى المِصْيَدَةُ في الماءِ؛ تدخُلُ جَرادةُ البحرِ لِتأكلَ طعامَها، لكنها لا تستطيعُ الخروجَ بعد ذلك. أمَّا المحارُ فقد كانَ الناسُ في الماضي يغوصونَ إليهِ، ويقتلعونَهُ من قاع البحرِ. أمَّا اليومَ فتُستخدمُ الماكيناتُ لاستخراجِهِ من مكانهِ.
يُطْبخُ السمكُ في أنحاءِ العالم بمختلفِ الطُّرُق . فهو يُؤكلُ في العالم العربيِّ مثلا ، مَقليّا أو مَشويّا أو مُمَلّحا. أمّا إذا زُرْتَ اليابانَ، وجدتَ أنهم يأكلونَ شرائحَ رقيقةً باردة من أكلةِ السَّمكِ تُسمّى ‘‘ساشيمي’’. إنها لذيذة المذاق ، لكنها شرائحُ من السمكِ النّيِّء.
* المحارُ : مفردُها محارَةٌ ومعناها الصدفةُ وما بداخلها
الأمانة
الأمانةُ صِفَةٌ منَ الصّفاتِ الحَميدَةِ ، وفضيلةٌ منَ الفضائلِ ، وهذهِ الأمانةُ لَيْسَتْ مَقًصورةً عَلى ردّ الأموالِ لإصْحابِها ، ولكنَّها تَشْمَلُ بالإضافَةِ إلى ذَلِكَ جَوانِبَ شَتّى مِنَ الحياةِ ، فالطَّبيبُ الَّذي يُؤَدّي عَمَلَهُ بإتْقانٍ ، ويَسْهَرُ عَلى راحَةِ المرضى أمينٌ ،والمُعَلّمُ الكُفْءُ الَّذي يَبْذُلُ قُصارى جَهْدِهِ في تَعْليمِ أبنائِهِ أَمينٌ ، وَكَذلكَ الصّانِعُ في مَصْنَعِهِ، والفَلاحُ في حَقْلِه. فَكُلُّ هَؤلاءِ أُمَناءُ في عَمَلِهِمْ.
طَلَعَ البَدْر عَلَيْنَا مِنَ ثَنِيَّاتِ الوَدَاع.
وَجَبَ الشّكْر عَلَيْنَا مَا دَعَى لِلَّهِ دَاع.
أَيّهَا المَبْعوث فِينَا جِئْتَ بِالأَمْرِ المطَاع.
جِئْتَ شَرَّفْتَ المَدِينَة مَرْحبَاً يَا خَيْرَ داع.
طَلَعَ النّورَ المبِين نور خَيرِ المرْسَلِين.
نور أَمْنِ وَسَلَامِ نور حَقِّ ويَقِين.
سَاقَه الَلَّه تَعَالَى رَحْمَةَ لِلْعَالَمِين.
فَعَلَى البِرِّ شعَاع وَعَلَى البَحْرِ شعَاع.
مرْسَل بِالحَقِّ جَاءَ نطْقة وَحْي السَّمَاء.
قَوْله قَوْل فَصِيح يَتَحَدَّى البَلْغَاء.
فِيهِ للْجِسْمِ شِفَاء فِيهِ لِلرّوحِ دَوَاء.
أَيّهَا الهَادِي سَلَاما مَا وَعَى القرآنَ وَاع.
جَاءَنَا الهَادِي البَشِير مطْلِق العَانِي الأَسِير.
مرْشِد السَّاعِي إِذَا مَا أَخْطَأَ السَّاعِي المَسِير.
دِينه حَقٌ صرَاح دِينه ملْك كَبِير.
هوَّ فِي الدّنْيَا نعيم وَهْوَ فِي الأخْرَى مَتَاع. هَاتِ هَدْيَ اللَّهِ هَاتْ يَا نَبِيَّ المعْجِزَات.
لَيْسَ لِلَّاتِ مَكَان لَيْسَ لِلْعزَّا الثَّبَات. وَحِّدِ اللَّهَ وَوَحِّدْ شَمَلَنَا بَعْدَ الشَّتَاتْ.
أَنْتَ أَلَّفْتَ قلوبَا شَفَّهَا طول الصِّرَاعْ. طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.
وجب الشكر علينا ما دعى لله داع. أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.
جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع. نحن أنصار نبي نوره عم البقاع.
قد سعدنا بلقاه وسعدنا باتباع. في سبيل الله بعنا كل مال ومتاع.
ورضينا الدين ذخرا فهو كنز لا يباع. صلي يا ربي على من حل في خير البقاع.
أسدل الستر علينا ما سعى لله ساع. أنت والله يا محمد أنت مفتاح الصّدور.
جئتنا تمشي رويدًا نحونا يا خير داع. قالت الأنصار قولا ً أرضنا خير البقاع.
لو سعينا في رضاكم لوصلنا كلّ ساع. ورضعنا ثديَ وصلٍ بعد أيّام الرضاع.
أنت شمس أنت بدر أنت نورٌ فوق نور. طلع البدر علينا واخـتفت منه البدور.
مثل وجهك ما رأينا قط ّ يا وجه السّرور. أنت واللـّه يا محمد أنت مفتاح الصدور.
أرسلك مولى الموالي رحمةً للعالمين. زخرفت جنّـة عدنٍ أعدّت للمتـقين.
قال ربِّ فادخلوها يا عبادي الصالحين. فادخـلوها فادخـلوها بسـلامٍ آمنين.
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع. وجب الشكر علينا ما دعي لله داع.
ايها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع. طلع البدر نبيا ورسولا عربيا.
ينشر القرآن نورا وضياءا قدسيا. ولكم بتنا حيارى وارتقبناه مليا.
فبدا اليوم جليا من ثنيات الوداع. طلع البدر علينا ومن النور ارتوينا.
برسول الله قري ياربا يثرب عينا. هبة الله الينا من يفي لله دينا.
وجب الشكر علينا ما دعي لله داع. طلع البدر مبينا رحمة للعالمينَ.
وبشيرا ونذيرا منقذا دنيا ودينا. نحن بالله هدينا واستجبنا فحيينا.
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع.
طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا Tala‘ al-badru ‘alaynā
مِنْ ثَنِيَاتِ الْوَدَاعْ Min thanīyyātil-wadā‘
وَجَبَ الشُّكْرُ عَليْنَا Wajab al-shukru ‘alaynā
مَا دَعَى لِلّٰهِ دَاعْ Mā da‘á lillāhi dā‘ (x2)
Verse 1:
Oh the white moon rose over us
From the valley of Wadaa’
And we owe it to show thankfulness
Where the call is to Allah
Verse 2:
اَيُّهَا الْمَبْعُوْثُ فِيْنَا Ayyuhal mab‘ūthu fīnā
جِئْتَ بِالْاَمْر الْمُطَاعاَ Ji’ta bil-amri al-mutā‘
جئت شَرَّفْتَ الْمَدِيْنَة Ji’ta sharraft al-madīnah
مَرْحَبًا يَا خَيْرَا دَاع Marḥaban yā khayra dā‘
طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا Tala‘ al-badru ‘alaynā
مِنْ ثَنِيَاتِ الْوَدَاعْ Min thanīyyātil-wadā‘
وَجَبَ الشُّكْرُ عَليْنَا Wajab al-shukru ‘alaynā
مَا دَعَى لِلّٰهِ دَاعْ Mā da‘á lillāhi dā‘ (x2)
Verse 3:
Oh you, who were raised amongst us
Coming with the words to be obeyed
You have brought this city nobleness
Welcome, oh caller to God’s way
طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا Tala‘ al-badru ‘alaynā
مِنْ ثَنِيَاتِ الْوَدَاعْ Min thanīyyātil-wadā‘
وَجَبَ الشُّكْرُ عَليْنَا Wajab al-shukru ‘alaynā
مَا دَعَى لِلّٰهِ دَاعْ Mā da‘á lillāhi dā‘ (x2)
كان يا ما كان يا سعد يا كرام، ولا يحلو الكلام إلا بذكر النبي صلى الله عليه وسلم
جمع الأب أولاده الثلاثة (محمد وأحمد ومحمود)، وأعطاهم مجموعة من أقلام الرصاص الطويلة، وقد ربطها كلها بحبل مع بعضها، وقال: خذ يا محمد الحزمة فكسرها فلم يستطع محمد، ثم قال لأحمد خذها فكسرها، فلم يستطع، وقال لمحمود: خذها فكسرها، فلم يستطع، ثم فك الأب الأقلام، وأخذ قلمًا وقال: يا محمد، اكسر هذا القلم المنفرد، فكسره بسهوله، وفعل ذلك مع أحمد ومحمود.
ثم قال يا أبنائي، أنتم هذه الأقلام إذا كنتم تحبون بعضكم وتخافون على بعضكم، وتحمون بعضكم، لا يستطيع أحد أن يؤذيكم، وإذا كنتم متفرقين تصبحون ضعفاءَ، يؤذيكم غيركم، فتعلموا يا أبنائي أن في الاتحاد قوة والتفرق ضعف.
إن الرحمة بالمخلوقات شيء عظيم، أمرنا به الإسلام، وسأحكي لكم قصة جميلة، تعرفون فيها فضل الرحمة، يا أحبائي، كان يا مكان يا سعد يا كرام، لا يحلو الكلام إلا بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ذهب رجل في الصحراء، وكان الجوع شديدًا والحر شديد والعطش شديد فأخذ يبحث عن ماء في كل مكان فوجد بئرًا فنزل الرجل فشرب وحمد الله تعالى، وعندما خرج من البئر وجد كلبًا عطشانًا، فقال: لعل هذا الكلب أصابه ما أصابني من العطش، فنزل البئر وملأ ماءً، ثم سقى الكلب، هل تعلمون يا أحبائي ماذا فعل الله مع هذا الرجل؟ غفر له عندما سقى الكلب وأدخله الجنة لرحمته بالحيوان.
سوف أحكي لكم اليوم يا أبنائي قصة امرأة من أهل النار، كانت امرأة قاسية القلب عندها قطة أرادت أن تتخلص منها، كان من الممكن أن تخرجها خارج البيت؛ حتى لا تؤذي البيت، ولكنها لم تفعل ذلك، بل حبستها في مكان مغلق، ولم تضع لها طعامًا ولا شرابًا، حتى ماتت القطة من الجوع، أتدرون يا أحبائي ماذا فعل الله مع هذه المرأة القاسية القلب؟
لقد أدخلها النار؛ لأنها عذبت قطة كان من الممكن أن تتركها خارج البيت تأكل من فضلات الشارع.
ومن هنا يا أحبائي نتعلم أهمية الرحمة بالحيوان.
جمع الأب أبناءه الثلاثة (أحمد وسعيد وفاطمة)، وقال: يا أبنائي، من يخفي قطعة الجبنة هذه في مكان لا يعلمه أحد، ولا يراه فيه أحد، وأعطى كل واحد منهم قطعة من الجبن، فأخذها أحمد وقال: أخفيها في بطني؛ حتى لا يعلم أحمد بهذا المكان وأكلها، ثم أخذ سعيد قطعة جبن وأخفاها خارج المنزل، ثم جاءت فاطمة بقطعة الجبن، وقالت: يا أبي لم أستطع أن أخفيها، فقال لها أبوها: يا فاطمة، لماذا لم تخفها كما فعل إخوتك، فقالت: عندما ذهب أخفيها في مكان، تذكَّرت أن الله يراني، فلم أستطع أن أخفيها، وعلمت أني لم أستطيع أن أخفيها في مكان لا يراني فيه ربي.
ابتسم أبوها وقال لها: صدقت يا فاطمة جزاك الله خيرًا يا بنيتي، إن الله يرى كل ما نعمل حتى ولو أخفيناه، اعلموا دائمًا يا أبنائي أن الله مُطلع علينا ويرانا.
أحبائي الصغار، بينما كان رجل يمر ذات يوم في الطريق يا أحبائي، فمر الرجل في طريقه على غصن شوك (فرع شوك)، يؤذي الناس إذا مروا عليه، فقال: إن هذا الشوك يؤذي الناس، فأخذه ووضعه على جانب الطريق، فمر الناس ولم يؤذ أحد بسبب هذا الرجل الذي أبعد هذا الشوك عن طريق الناس، أتعرفون يا أبنائي ماذا فعل الله به؟
أدخله الله الجنة بسبب أنه يحب الخير للناس، ويخاف عليهم، ولا يحب أن يؤذى أحدًا.
لذلك يا أبنائي لا تضعوا شيئًا يؤذي إخوانكم، وإذا رأيتم شيئًا يؤذيهم، فحاولوا أن تبعدوه عنهم.
قصةً عن فضل الحب في الله.
في يوم من الأيام زار رجل رجلًا في قرية أخرى وهو يا أحبائي في الطريق رأى من يقول له قل لي: إلى أين تذهب؟
فقال له إلى أخي فلان، إني أحبه في الله سأزوره زيارة في الله.
قال هل تريد منه شيئًا؟ قال لا أريد منه أي شيء غير أني أحبه، فقال له: هل تعلم من أنا؟
أنا ملك من السماء أرسلني الله حتى أخبرك أن الله يحبك كما أحببت أخاك، انظروا يا أحبائي إذا أحبننا بعضنا، أحبنا الله ورضي عنا.
الحديث الأول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن“؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
هناك سورة من القرآن من قرأها يكن له ثواب عظيم، وهي سورة الإخلاص: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وسورة الإخلاص تعرفنا على وحدانية الله تعالى، وأن الله واحد في ملكه لا شريك له، وأنه هو الواحد الأحد الفرد الصمد، وهي أيضًا رقية شرعية نرقى بها المريض.
الحديث الثاني:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا، يُفقه في الدين“؛ متفق عليه من حديث معاوية بن أبي سفيان.
يا أحبائي، الله سبحانه وتعالى فضل أهل العلم، وجعلهم أفضل الناس، فمن أراد الله به كل خير يجعله يحب العلم والفقه في الدين، فيتعلم العقائد الإسلامية: (مَن ربك؟ وما دينك؟ ومن رسولك؟)، ويتعلم أحكام الدين من الصلاة والصوم، والزكاة وبر الوالدين، فمن علم أحكام دينه، كان من خير الناس.
الحديث الثالث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا“؛ رواه مسلم من حديث بن عمرو.
يا أولادي الصغار، ماذا نقول إذا سمعنا اسم الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أحسنتم، نُصلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أتعلمون ما فضل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم؟
إن فضلها عظيم، مَن صلى على النبي مرة، صلى الله بها عشر صلوات، ألا يكفي يا أولاد أن يذكرك الله سبحانه وتعالى عشر مرات؟ هذا فضل كبير.
هيا بنا نصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الرابع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده”؛ رواه مسلم من حديث أبي ذر الغفاري.
هيا بنا يا أحبائي، نتعلم فضل الذكر أولًا.
هل تعلمون أن من أحب الكلام إلى الله تعالى أن تسبح الله تقول: “سبحان الله”، ويمكن أن نقول: “سبحان الله وبحمده”، تغرس لنا شجرة في الجنة، ولو قلنا: “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، تغرس لنا في الجنة نخلة، انظروا لو قضينا الوقت في الذكر، كم نزرع في الجنة؟
الحديث الخامس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يَحقره، ولا يخذله”؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
يا أولادي، حرَّم الإسلام أن تؤذي أحدًا من الناس، فلا يظلم مسلم مسلمًا، فيأخذ منه مالًا أو شيء بدون رضاه، ولا يحقره؛ أي: يُقلل من شأنه أمام الناس، ويقول عليه شيء يؤذيه، وكذلك لا يخله ويصغر من شأنه، ويحرجه أمام زملائه وأمام الناس، فإذا تركنا هذه الصفات الذميمة، رضِي الله عنا.
الحديث السادس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الكلمة الطيبة صدقة “متفق عليه من حديث أبي هريرة.
يا أولادي، عظم الإسلام اللسان، وجعله دليلاً على جميع أعضاء الإنسان، فمن الممكن أن نتكلم بالكلمة تكون لك بها صدقة، ومن الممكن أن تتكلم بالكلمة تكون عليك حسرة، فالكلمة الطيبة التي تقولها لأخيك المسلم (جزاك الله خيرًا – أو بارك الله فيك) مثل هذه الكلمات كلها صدقة لك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
الحديث السابع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء مع من أحب”؛ متفق عليه من حديث أبي موسى الأشعري.
يا أولادي، الصاحب يعرف بصاحبه، فإذا صاحبنا الأخير، يرتفع شأننا، ولا نصاحب الأشرار الذين يدعوننا إلى فعل المحرمات؛ مثل: “عقوق الوالدين وتكسير الأشياء، بل نصاحب من يصلي، ويعتاد الذهاب إلى المسجد، ويحفظ القرآن، ويحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم”.
فأتعلم منه الأشياء الطيبة، ويتعلم مني الأشياء الطيبة، حتى ندخل الجنة مع الصالحين يوم القيامة.
الحديث الثامن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان”؛ رواه مسلم من حديث الحارث بن عاصم.
أبنائي الأعزاء، أكرمنا الله عز وجل بنعمة الوضوء والطهور هذا جعل الله له ثواب عظيم ولا يصح الصلاة إلا به، فيغفر الله مع كل قطرة تنزل منا في الوضوء ذنوبنا، فنخرج بلا ذنوب طاهرين.
الحديث التاسع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة”؛ رواه مسلم من حديث الحارث بن عاصم.
يا أحبائي، الصلاة تربطنا بالله تعالى، فهي ركن الإسلام وعموده، ومن يصلي في المسجد في جماعة تكون حسناته أكثر من الذي يصلي منفردًا بسبع وعشرين درجة، فنحافظ على الصلاة في المسجد.
ولكن أدخل المسجد في هدوء ووقار وسكينة، وأجلس في المسجد بهدوء، ولا أزعج المصلين، ولا أعبس في أدوات المسجد؛ لأنه بيت الله تعالى حتى يرضى الله عني ويدخلني الجنة.
الحديث العاشر:
قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: “من صلى البردين دخل الجنة”؛ رواه مسلم من حديث جندب بن سفيان.
يا أولادي، أمرنا الله بالحفاظ على الصلوات، وخاصة على الصلوات التي يهملها كثير من الناس، أو تضيع منهم صلاة؛ مثل: “صلاة الفجر والعصر”، فينبغي أن تحافظ على جميع الصلوات.
البردين: الفجر والعصر.
الحديث الحادي عشر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم؛ حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”؛ متفق عليه من حديث أنس.
يا أولادي، المسلم أخو المسلم يحبه، ويحب له كل خير، فلا يكون المسلم في درجة الإيمان إلا إذا أحبَّ لزميله وصديقه كلَّ خير يحبه لنفسه، فمثلًا هل تحب أن تكون جائعًا أو مريضًا، كذلك لا تحب لأخيك المسلم أن يكون كذلك، بل إذا أحببت لأخيك الخير، أحبك الله ورضِي عنك، وزادك من فضله.
الحديث الثاني عشر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه”؛ متفق عليه من حديث أبي هريرة.
يا أحبائي، الله يحب أن يكون الناس في ألفة ومحبة فإذا جاءك ضيف يزورك ويسأل عنك، قدم له أفضل شيء عندك من الطعام والشراب، وأجلسه في أحسن مكان عندك، وعامله معاملةً حسنة.
(الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور).
نقدم اليسرى ونقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)).
وفي الخروج نقول: ((غفرانك)).
نبدأ الوضوء )بسم الله(، ونتجنب الإسراف في الماء.
أغسل يدي وأُسمي، وآكل مما يليني، وإذا نسيت أقول: بسم الله أوله وآخره، وعند الفراغ من الطعام أحمد الله.
الله يرانا
الله يسمعنا
الله مطلع علينا
يا أحبائي، الله يسمعنا ويرانا في الظلام وفي النور وبالليل وبالنهار، وعلى كل حال،
فيجب علينا أن نحترم نظر الله إلينا ولا نعصيه.
يا أحبائي، أول أدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
يا أحبائي الكرام، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول عند الخروج من البيت:
((بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله))؛ حتى نُبعد الشيطان عن طريقنا.
يا صغاري الأعزاء، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخولنا البيت أن نقول:
((بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكَّلنا))، ثم نسلم على أهل بيتنا.
علَّمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما نركب الدابة، وهي:
((السيارة أو القطار أو أي شيء يُركَب)).
أن تقول: ((بسم الله، سبحان الذي سَخَّر لنا هذا وما كُنَّا له مُقْرِنِينَ وإنا إلى ربَّنا لمنقلبون)).
يا أحبائي، علمنا حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عندما نزور مريضًا: أن ندخل عليه بالبسمة والبشر، وندعو الله له: ((أسأل الله العظيم ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيك)) ((سبع مرات)).
ونقول له: ضع يدك اليمني على الألم، ثم قل: بسم الله ((سبع مرات))؛ تُشفى بإذن الله.
يا أحبائي، عندما يعطس الإنسان لا بد أن يضع يده على أنفه.
ثم يحمد الله ويقول: (الحمد لله )، فإذا سمعت أحدًا.
يعطس فقال: (الحمد لله )، قل له: (يرحمك الله )، فيرد هو عليك: (يهديكم الله ويصلح بالكم).
علَّمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يا أحبائي أن ندعو الله وحده دائمًا، وحدثنا قبل الدعاء أن نتوضأ، ثم ندعو فنحمد الله، ونصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وندعو:
((اللهم اهدِنا واغفر لنا ولوالدينا، ولمعلمينا وللمسلمين)).
يا أبنائي الأعزاء، علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الدخول على المجلس أن نقول:
((السلام عليكم وحمة الله وبركاته)) ونحترم المجلس، ولا نفرق بين اثنين، ونجلس حيث انتهى بنا المجلس، ولا نلعب، ونصغي للمتكلم.
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبنائي الصغار كيف ننهي مجلسنا بأن نقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
أبنائي الأعزاء، عندما نقابل مسلمًا نقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأبتسم في وجه من أقابله، وأن أُسلِّم عليه، وإذا كنت راكبًا أسلم على الماشي، وإذا كنت ماشيًا أسلم على القاعد، وإذا كان عدد قليل يسلم على العدد الكثير، ويسلم الصغير على الكبير.
لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم نقول: ((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد))، نصلي على النبي كما في النصف الأخير من التشهد، ثم نقول: ((اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته)).
يا أحبائي، علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نسمع الآذان نقول مثلما يقول المؤذن، حتى يصل إلى: ((حي على الصلاة، حي على الفلاح، نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم نقول: ((اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد)).
نصلي على النبي كما في النصف الأخير من التشهد، ثم نقول: ((اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته)).
كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يتاجر بمال خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها -التي طلبت من غلامها ميسرة أن يراقب محمدًا وأحواله وصدقه وأمانته، فكلما عاد ميسرة يحدث (خديجة) عما رأى من صدقه وأمانته، وأنه لا يغش ولا يخادع، وبينما هو يسير ظلَّلَته غمامة تسير معه لا تفارقه تقيه حر الشمس، وأنه مثال للعفة والشهامة والخلق الحسن الكريم، ففرحت خديجة بذلك وأرادت الزواج منه، فأخبرت صديقة لها، فذهبت الصديقة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وعرَضت عليه الزواج، فاعتذر بسبب الفقر، فأخبرته أنها (خديجة) التي يعمل على مالها في التجارة، وأنها ستعرض عليها، فوافق وذهب مع أعمامه، فخطبها من عمها عمرو بن خويلد، وتم الزواج، وبارك الله ذلك لأمانته وصدقه.
خلق الله آدم من طين، وخلق الملائكة من نور، وخلق إبليس لعنه الله من نار، ثم قال للملائكة اسجدوا لآدم وكونوا في رعايته، وأطيعوا أمر الله، لكن إبليس رفض، وأبى، واستكبر وقال ((أنا خير منه))، فغضب الله عليه وطرده، فقال له: ((اخرج منها))، وكان عليه أن يعتذر، لكنه تكبر وقال: لو تركتني إلى يوم القيامة، فسأدخلهم النار، فلعنه الله ووعده بالنار، وكل من يسمع كلامه ويفعل مثل ما يفعل، ووعد آدم بالجنة هو ومن صلح من ذريته، وعمل صالحًا وقال: إنني من المسلمين، اللهم اجعلنا من أهل الجنة.
كان المسلمون يجتمعون للصلاة في أول الإسلام في مواعيدها من غير نداء، فتشاور الرسول صلى الله عليه وسلم مع الصحابة؛ ليجعل شيئًا يجمع الناس به للصلاة، فقال بعضهم: نستعمل البوق “مثل مزمار القطار”، كما تفعل اليهود، فلم يعجب ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال آخرون: نستعمل الجرس، فلم يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، لكن الصحابي عبدالله بن زيد بن أسلم رأى في منامه رؤيا عجيبة، فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت رجلاً في المنام يقول: هل أعلمك كيف تجمع الناس للصلاة؟
تقول:
كان في اليمن رجل يسمى أَبْرَهَة الأشرم، وكان عنده جيش عظيم، وكان أهل اليمن كل عام يخرجون في موسم الحج؛ ليحجوا حسب التقاليد الموجودة في ذلك الوقت، لما سأل أَبْرَهَة عن هذا قيل له: إن العرب لهم بيت يعظمونه ويحجون إليه كل عام، وهو في مكة، فأراد أبرهة أن يصرف الناس عن مكة، ويأتوا إلى اليمن، فبنى كنيسةً وبالغ في زخرفتها، وأطلق عليها اسم القُلَّيس وأمر جنده وأتباعه أن يدعوا الناس إلى الحج إلى القُلَّيْس بدل من الكعبة، لكن العرب عندما عَلِموا بذلك سخروا منه، وتسلل أحدهم خُفية، فَأَحْدَثَ فيها ولطَّخها بالنجاسة، ولما علم أَبْرَهَة غضب غضبًا شديدًا، وأقسم أن يهدم الكعبة وجَهَّزَ جيشًا عظيمًا منه الفيلة والخيول والإبل، واصل أَبْرَهَة المسير بجيشه حتى بلغ مكانًا قريبًا من مكة في الجبال، ورجعت بها غنيمة إلى معسكر الجيش، فهم لا يملكون جيشًا منظمًا، وكان عددهم قليلاً، فأقام فيها وأرسل فرقة من جيشه، فهجمت على الإبل والأغنام التي كانت ترعى.
كان العرب يركنون إلى شيء واحد وهو أن الكعبة بناء مقدسٌ، وأن العناية الإلهية ستتدخل في الوقت المناسب لحمايتها، أرسل أَبْرَهَة إلى زعيم مكة عبدالمطلب بن هاشم يدعوه للقائه، فجاء عبدالمطلب وكان رجلاً مهيبًا وقورًا، فلما رآه أبرهة نزل عن عرشه، حتى استقبله وجلس معه، وبدأ يسأله قائلاً: ما حاجتك؟ قال له عب المطلب: إن جندك أخذوا مائتي بعير لي، وأريد أن تردوها عليَّ، فقال أَبْرَهَة: قد كنت عظمتك حين دخلت عليَّ، ولكني الآن زهدت فيك، قال عبدالمطلب: ولِمَ أيها الملك؟
قال أَبْرَهَة: لقد أتيت لأهدم هذا البيت الذي هو دينك ودين آبائك وأجدادك، وها أنت لا تكلمني فيه وتكلمني في مائتي بعير!
قال عبدالمطلب: أما الإبل فأنا ربها؛ أي: صاحبها، وللبيت رَبٌّ يحميه، فرد أَبْرَهَة الإبل إليه، وذهب عبدالمطلب يدعو الله أن يحمي بيته، وفي الصباح تهيأ أَبْرَهَة وجنده؛ ليُغِيرُوا على مكة ويهدموا الكعبة، وبينما هم كذلك؛ إذ برك الفيل الأكبر على الأرض، وكانت بقية الفيلة لا تمشي إلا ورائه، فحاول الجند أن ينهضوه لكنه أبى، فلما وجَّهوه نحو اليمن قام يهرول، ثم وجهوه نحو مكة ثانية، فبرك على الأرض، وانشغل الجند بهذا الفيل، وفي أثناء ذلك أرسل الله سبحانه وتعالى عليهم طيرًا أبابيل تأتي مسرعة، وتمر من فوقهم، ومعها حجارة صغيره تلقيها عليهم، فكلما أصابت أحدهم سقط على الأرض ميتًا، فلما رأى الجند ذلك، هربوا راجعين إلى اليمن، وخسروا قائدهم وأكثرَ جنودهم، واستشعر أهل مكة هذه النعمة العظيمة، وعادوا يطوفون حول الكعبة بإجلال وتعظيم، واتخذ العرب من هذا العام تاريخًا يؤرخون به، وقد حدث في هذا العام أعظم حدث، وهو ولادة النبي صلى الله عليه وسلم.